اختلاط الرجال بالنساء

حكم اختلاط الرجال بالنساء
في الشريعة الإسلامية ؟!
س- يزعم بعض الإسلاميين العلمانيين ؟! أن للمرأة ، الاختلاط بالرجال في الجامعة والعمل لأن النبي r جمع إلى المجاهدين , ولأنَّ في تاريخنا من خَطبتْ ، ودرَّست ، وكان من الحاضرين رجال ؟! وهناك من درَّس وتكلم ، وكان في الحاضرين نساء فما حقيقة الأمر
ج- لنقرأ ما يقوله علماء المسلمين الثقات لنتعرف على حكم الله في المسألة:
قال الإمام الحليمي رحمه الله تعالى في قوله تعالى :
]يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا[
" فدخل في جملة ذلك أن يحمي الرجل امرأته وبنته من مخالطة الرجال ومحادثتهم "
ويقول ابن القيم رحمه الله :
"منع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه النساء من المشي في طريق الرجال , والاختلاط بهم في الطريق فعلى ولي الأمر أن يقتدي به في ذلك ... وأن ولي الأمر يجب عليه أن يمنع اختلاط الرجال بالنساء في الأسواق , والُفرج , ومجامع الرجال "
وقال الإمام العيني رحمه الله :

" الغيرة: قال النحاس هو أن يحمي الرجل زوجته وغيرها من قرابته ويمنع أن يدخل عليهن أو يراهن غير ذي محرم والغيور ضد الديوث
وقال الإمام النووي رحمه الله :
( خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ) "وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال "
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرحه لحديث مُكث رسول الله r في مصلاه يسيراً:
" فيه كراهة مخالطة الرجال للنساء في الطرقات فضلاً عن البيوت"
وقال الحافظ ابن حجر أيضاً :
إن من شروط حضور المرأة صلاة الجماعة عدم الاختلاط بالرجال
وبين الإمام الزركشي رحمه الله في كتابه أحكام المساجد أنه إذا كان في خروج النساء إلى الصلاة اختلاط بالرجال في المسجد أو طريقه .. حرم عليهن الخروج وحرم على الزوج الإذن لهنَّ , ووجب على الإمام أو نائبه منعهنَّ من ذلك
وعد الفقهاء اختلاط الرجال بالنساء في عرفات للدعاء من أقبح وأشنع البدع
وطالب الفقهاء القاضي بمنع اختلاط الرجال بالنساء في مجلسه , بل يخصص للرجال وقتاً وللنساء آخر , إلا إذا كانت الخصومة بين رجل وامرأة
وحتى بين الأموات منع الفقهاء من اختلاط الرجال والنساء في القبور من غير حاجز
وقال الإمام الحطاب المالكي: " يكره الطواف مع الاختلاط بالنساء "
هذا في الطواف فما بالك بغيره ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍
ويقول الدكتور الفاضل إبراهيم سلقيني حفظه الله :
"ربما يستند بعض دعاة الاختلاط لما مشروع من اختلاط الجنسين في مصلى العيد , والحج والعمرة , وهذه شبهة داحضة , فالنساء قد أذن لهن أن يصلين في المسجد على أن تكون صلاتهن من آخر المسجد , وصلاة الرجال في أوله, دون اختلاط , والصلاة المختلطة صلاة باطلة مع النهي عن التعطر والتزين, ومع ترغيبهن أن يُصلين في بيوتهن"
ويعلق الدكتور عبد الكريم زيدان على حديث طلب النساء من الرسول r أن يجعل لهن يوماً خاصاً: " فهذا الحديث يدل على أن تعليم النساء يكون على حدة , ووحدهن دون اختلاط بالرجال , إذ لو كان الاختلاط لسماع العلم وتعلم أمور الدين سائغاً , لما طلبن من النبيr أن يعيّن لهن يوماً خاصاً بهن , يجتمع فيه بهن , يعلمهن أمور الدين , وكذلك لو كان اختلاطهن بالرجال سائغاً لتعلم أمور الدين , لما جعل لهن النبيr يوماً وحدهن , عندما طلبن ذلك منه r... ويستفاد أيضاً من الحديث الشريف , أنه لا يسوغ الاختلاط في التعليم عن طريق جعل النساء خلف الرجال كما هو جائز في الصلاة والله أعلم "
ويقول الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله :
"يتشدد الإسلام في اختلاط النساء بالرجال , وقد قامت حضارته الزاهرة التي فاقت كل الحضارات في إنسانيتها ونبلها وسموها على الفصل بين الجنسين, ولم يؤثر هذا الفصل على تقدم الأمة وقيامها بدورها الحضاري الخالد في التاريخ "
ولنستمع الآن لما يقوله عقلاء الغرب عن الاختلاط وهل يثبت العفاف والطهر أم لا !!
تقول الكاتبة الإنكليزية اللآدي كوك :
" وعلى قدر كثرة الاختلاط , تكون كثرة أولاد الزنا , وههنا البلاء العظيم على المرأة "
ويقول ألكسيس كاريل:"الاختلاط يؤثر على التركيز والتحصيل"
و"أكدت الدراسة البريطانية التي أجراها معهد البحوث الاجتماعية بلندن ونشرت نتائجها مؤخراً : أن الفصل بين الجنسين يحقق نتائج تعليمية وتربوية وسلوكية أفضل في مختلف المراحل التعليمية , بالإضافة إلى ارتفاع مستويات الطلاب والارتقاء بقدراتهم في فنون الإلقاء والخطابة والاندماج مع أصدقائهم , وذلك بعكس ما يحدث في المدارس المختلطة "
ويزعم بعضهم أن الصحابيات كن يُمارسن الاختلاط و يُدِرْنا المنتديات
ويستدلون "بقصة يرويها الإمام مسلم عن فاطمة بنت قيس قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " انتقلي إلى أم شريك " فقلت : سأفعل قال : " لا تفعلي إن أم شريك كثيرة الضيفان يأتيها المهاجرون الأولون ويعلق أحدهم على الحديث بقوله: وعندما يأتي المهاجرون الأولون فالساحة ساحة حوار وتدارس وتبادل وجهات نظر"
وهذا الحديث ليس فيه اختلاط الصحابية بالرجال إذ لا يلزم من الضيافة الاختلاط والحوار وإدارة المنتديات !!! والحديث كان في بداية الهجرة وقبل نزول الحجاب كما هوا واضح من رواية الإمام مسلم التي سنذكرها لاحقاً, ولو كان الاختلاط وإدارة المنتديات جائزاً , فلما جاز لأم شريك وحرم على فاطمة بنت قيس رضي الله عنهما ؟! وإذا كانت أم شريك من القواعد اللاتي ليس عليهن جُناح ما لم تتبرج بزينة, فما الذي سوغ التعميم ليصل لإدارة المنتديات ؟!
وإليك الحديث عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قالت : نكحْت ابن الغِيرة وهو من خِيَار شَبَاب قُرَيْش يَوْمَئِذ فَأُصِيبَ في أَول الْجِهَاد مع رسول الله r فلما تأيمتُ خَطَبَنِي عبد الرحمن بن عَوْفٍ في نَفَرٍ من أَصْحَابِ رسول اللَّهِ r وَخَطَبَنِي رسول اللَّهِ r على مَوْلَاهُ أُسَامَةَ بن زَيْدٍ وَكُنْتُ قد حُدِّثْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قال من أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ أُسَامَةَ ) فلما كَلمَنِي رسول اللَّهِ r قلت أَمْرِي بِيَدِكَ فَأَنْكِحْنِي من شِئْتَ فقال : ( انْتَقِلِي إلى أُمِّ شَرِيكٍ ) وَأم شَرِيك امْرَأَة غَنِيَّة من الْأَنْصَار عَظِيمَة النَّفَقَة في سَبِيلِ اللَّهِ يَنْزِلُ عليها الضِّيفَان فقلت : سَأَفْعَل فقال:
( لا تَفْعَلِي إِنَّ أُمَّ شَرِيكٍ امْرَأَةٌ كَثِيرَةُ الضِّيفَانِ فأني أَكْرَهُ أَنْ يَسْقُطَ عَنْكِ خِمَارُكِ أو يَنْكَشِفَ الثَّوْبُ عن سَاقَيْكِ فَيَرَى الْقَوم مِنْك بَعْض ما تَكْرَهِين وَلَكِن انْتَقِلِي إلى ابن عمك عبد اللَّهِ بن عَمْرِو بن أُمِّ مَكْتُومٍ )
قال الإمام النووي رحمه الله:
" احتج بعض الناس بهذا على جواز نظر المرأة إلى الأجنبي بخلاف نظره إليها , وهذا قول ضعيف بل الصحيح الذي عليه جمهور العلماء وأكثر الصحابة أنه يحرم على المرأة النظر إلى الأجنبي كما يحرم عليه النظر إليها , لقوله تعالى } قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم {و} قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن { ولأن الفتنة مشتركة وكما يخاف الافتتان بها تخاف الافتتان به , ويدل عليه من السنة حديث نبهان مولى أم سلمة عن أم سلمة , أنها كانت هي وميمونة عند النبي r فدخل بن أم مكتوم فقال النبيr: (احتجبا منه) فقالتا : انه أعمى لا يبصر فقال النبيr : (أفعمياوان أنتما فليس تبصرانه) وهذا الحديث حديث حسن رواه أبو داود والترمذي وغيرهما قال الترمذي هو حديث حسن ولا يلتفت إلى قدح من قدح فيه بغير حجة معتمدة وأما حديث فاطمة بنت قيس مع بن أم مكتوم فليس فيه إذن لها في النظر إليه بل فيه أنها تأمن عنده من نظر غيرها وهي مأمورة بغض بصرها فيمكنها الاحتراز عن النظر بلا مشقة بخلاف مكثها في بيت أم شريك"
وقال القاضي ابن العربي رحمه الله :
"المرأة لا يتأتى منها أن تبرز إلى المجلس ولا تخالط الرجال ولا تفاوضهم مفاوضة النظير للنظير, لأنها إن كانت فتاة حرم النظر إليها وكلامها , وإن كانت برزة لم يجمعها والرجال مجلس واحد تزدحم فيه معهم وتكون مناظرة لهم ولن يفلح قط من تصور هذا ولا من اعتقده"
فليقارن العاقل بين ما يُطرح اليوم في الساحة الإسلامية من دعوة للاختلاط وبين أحكام الإسلام كما عبر عنها علماؤه الثقات فيدرك حجم البعد عن الله وشرعه , وكيف أصبحت الأفكار الغربية تطرح باسم الإسلام والإصلاح والتجديد والتطوير . والله المستعان
منقول